معظلة التوظيف الحكومي الجزء الأول
محمد فخري المولى
الوظيفة العامة جزء من هيكل الدولة بما يضمن صيرورة تقديم الخدمات العامة بمختلف تفاصيلها ، قد يتغير عدد العاملين ونوع الخدمة بين دولة واخرى باختلاف نوع النظام لكنه يبقى بالاطار العام ركن مهم ، لانه بلا منظومة للخدمة العامة ضاعت الدولة من هذا الباب تطمح اغلب البلدان برفع جهوزية الموظف من خلال التطوير والأداء وصولا للسلوك الوظيفي المثالي ببلدان أخرى وصلت لإنشاء وزارة السعادة للموظفين عبر دورات بهذا التخصص مع التركيز الاهم التخصص للعمل المتناسب مع المدخول الشهري هذه هي معادلة الإنتاجية والأداء الوظيفي وما يعبر عنها حاليا بالسلوك الوظيفي والجميع يسعى للوصول للسلوك الوظيفي المثالي قمة الاداء لساعات العمل أو انجاز المهام الموكله له ونحن نتكلم عن هيكل دولة وحكومة منظم وينظم عملها .
القطاع الخاص يدخل كشريك ببناء الدولة لانه دولة شمولية حكومية بدون قطاع خاص لايمكنها الاستمرار او النجاح وكذلك قطاع الخاص فقط لايمكنه المضي لاننا سندخل بالرسمالية ، التفصيل الأكثر اهمية المواطن البسيط .
لذلك مثلا ادخل القطاع المختلط والمساهم وسوق الاسهم وبورصة الشركات وسوق العمل على الخط طبعا
اختلفت الدول برسم هذه اللوحة المالية والاقتصادية كلا وفق رؤيته وطريقته ومنهجه للمستقبل .
العراق قبل عام 2003 له منهج ورؤية واضحة افتعال أزمات مع السيطرة على مقاليد اللعبة الفترة الاهم التسعينات لان الطبقة الوسطى من المجتمع بدأت تتضائل فيها ليكون المشهد بطبقتين او شريحتين نتكلم هنا الى عام 1996 بعد توقيع مذكرة التفاهم النفط مقابل الغذاء عادت نسبيا الطبقة الوسطى للظهور لكن كان ظهور واضح لطبقة جديدة او شريحة جديدة هي من نتاج حقبة التسعينات والحصار تحديدا هم المعتاشين على الوظائف العامة ، هو من جهة موظف لكن المردودات المالية او المدخول الوظيفي متدني لذلك استثمر وجوده لتحقيق مدخولات اضافية ليست ذات غطاء قانوني كعمل مضاف لكنه اعتياش على الوظيفة العامة او ما يسمى الآن الفساد الوظيفي اتسع الأمر :
الذي كان يمارس صباحا على استحياء الى ان أمسى الامر واقع وظيفي لايمكن نكرانه مثل وضوح الشمس من الغربال وعدم تفهم الكثير او تجاهلهم عن عمد عن هذه الحقيقة هي سبب الإخفاق بمعالجة الفساد الوظيفي .
القطاع الخاص بحالة الاستمرارية دون تطوير او رؤية جديدة لانه تناغم مع الشريحة انفة الذكر وهي صاحبة القرار ولو جلست مع الصناعيين واصحاب المشاريع لسمعت العجب العجاب .
بعد عام 2003 عام التغيير
الأحلام والامنيات بل الطموحات انطلقت فكانت واسعة جدا عراق بكل مقدراته بطريق التغيير والبناء بدون نظام تسلطي ، لكن نرددها مع غصة بالقلب واللسان بقينا بنفس دوامة الاخطاء والمتاهات الإدارية القديمة لفترة قصيرة بظهور الشريحة الوسطى من جديد وبقوة مع انخفاض معدلات الفقر استبشرنا خير لكن بالاستمرار بالتوظيف الحكومي بدون تخطيط مع فروقات بسلم الرواتب دون مؤهل علمي وسني الخدمة اضافة الى درجات خاصة بسلم رواتب خاص اضافة لعدم وجود رؤى الدولة للبناء الاقتصادي والمالي
ضاعت بوصلة التقدم والازدهار بل عدنا مع مضي الأيام بعقارب الزمن لحقبة التسعينات الجزء المظلم منها دون ان نشعر ، الإخفاقات المالية والاقتصادية بقرارات لايمكن وصفها الا بلفظ قرارات ذات إطار شخصي لا دولة لشخوص او جهات محددة زادت الطين بله بالعامية او بمستنقع الديون والعجز الكبير بميزان المدخولات المركزية وانعدام الثقة ب إلية الإصلاح ،
لذلك كانت النتيجة معظلة التوظيف الحكومي او التهافت على الوظيفة العامة .
لانه ببساطة لا امان الا بالوظيفة العامة التي لا تحقق المدخول المناسب للموظف لننتهي بانتاجية متدنية للموظف مع فسحة للافادة من موقعه الوظيفي دون رقيب انتج ترهل وظيفي بفروقات رواتب كبيره مع لائحة للسلوك الوظيفي والنزاهة فقط شعارات ، هي اس المعضلة .
الخلاصة الان هناك من اعتاش على أضعاف المؤسسات الحكومية برغم وجوده ضمنها باتجاه الخاصة مع إمكانية ان يكون لك اكثر من مورد تعمل بمؤسستين بنفس الوقت دون رقيب بمخرجات الوظائف بثمن والفضائيين واقع بلا روتش .
ختاما بقانون بسيط يشرع ويقر يوضح
اولا : فلسفة فترة ما بعد الشهادة او المؤهل العلمي ( فاصل بين التخرج والعمل )
ثانيا : توثيق وتدعيم العلاقة بين قانون الضمان الاجتماعي للقطاع الخاص والمختلط بالارتباط بقانون التقاعد لموظفي الدولة فتحول مبالغ ضريبة الدخل المستقطعة من القطاع الخاص والمختلط مباشرة الى ذلك صندوق التقاعد الموحد ليحسب ضمن معادلة الخدمة والعمل لينتهي العامل بتلك القطاعات براتب تقاعدي مجزي مع التشديد على رصد المدخولات بنظام مصرفي متطور لا كما هو الآن بمنظور السلفة والاعتياش على المحتاجين بل الاصح الشرفاء الصابرين لا خدمتهم .
ثالثا : يحول نظام الحوافز الى نظام المساهم بتحويل الأرباح والواردات لصندوق سيادي ذا استثمار طويل الأمد .
ختاما يجب تفعيل من أين لك هذا داخل القطر وخارجه
تفاصيل بسيطة مهمة ان لم تعالج بمهنية ، ستكون نتائج حقبة التسعينات حاضرة اليوم او غدا .
المتفلسف
#محمد_فخري_المولى
#العراق_بين_جيلين
https://www.facebook.com/groups/121280362604973/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق