مجلس النواب رسالة وطن مفتوحة
محمد فخري المولى
التغيير السلمي والتبادل الأكثر سلمية سمة النظام السياسي الحالي مع وجود تحديات وتشنجات وامتعاض وقد يردد إقصاء .
المشهد لم يكن ورديا بل التحديات كبيرة وصلت لاستخدام القوة الصلبة ببعض الأحيان .
تفاصيل مهمة وحيويه نتمنى ان ينظر اليها بجدية وبدقة منها :
عند انطلاق العملية السياسية وتبادل السلطات من خلال صناديق الاقتراع والاصابع البنفسجية وبرغم الحجم الكبير للتحديات لكن نسبة المشاركة بالانتخابات كبيرة .
عام ٢٠٠٥ الأكثر قسوة مئات المفخخات والانتحاريين ادت الى استخدام القائمة المغلقة خوفا حياة المرشحين ، اضافة الى عدم مشاركة مكون وركن مهم من نسيج المجتمع العراقي وتحدي اقليمي عابر للحدود ،
برغم ما تقدم كانت نسبة المشاركة بالانتخابات الأولى تقارب ٧٥% .
اليوم نطلع على نسب المشاركة بالانتخابات الخامسة نجدها بأدنى نسبة مشاركة مجتمعية التي تقارب ٢٥% برغم الوضع الأمني المجتمعي الجيد ، بتنويه بسيط الرقم الذي نتحدث عنه باستبعاد عدد من المحافظات الشمالية التي رفعت نسبة المشاركة العامة .
الثقة المجتمعية بتشخيص بسيط تعرضت الى صدع كبير طوال السنوات الماضية ساهمت في تراجع الثقة والمشاركة ، وان سوء الادارة والتخطيط وتغاضي بعض السياسين عن تقييم نتائج العملية السياسية من خلال الجهاز التشريعي والحكومي لتصحيح كثير من ثغرات تقديم الخدمات الصحية والطبية وايضا بما يرتبط بالوضع الاقتصادي والمالي ولا ننسى نقص الخدمات العامة ومنها الكهرباء وشح المياة ، والسبب انشغالهم بالمكاسب والمناصب والتفريط بمصالح الوطن وسيادته مثل موضوع الحدود والمياة الإقليمية وايضا موضوع ميناء الفاو والاهتمام بالشباب والتخطيط للمستقبل .
هذه المعطيات كانت تقف وراء تراجع نسبة المشاركة ، مع تحفظنا على تحميل مكون محدد مسؤولية الفساد والفشل في ادارة الدولة ، فالجميع شارك في حكومات مابعد 2003 والجميع كان لديه وزارات وحصص شيعة وسنة واكراد ، لكن لا توجد شجاعة الفرسان للاعتراف بالخطأ .
لذا شعار الإصلاح ضرورة واتخاذ خطوات جادة بالاصلاح واعادة ثقة الجمهور بالعملية السياسية امر بالغ الأهمية.
قوة العراق كدولة ذات سيادة ووطن للجميع ينطلق من تكاتف الجميع .
للمرة الأولى اردد الشيعة وبحكم الاغلبية والعرف السياسي لابد ان يكونوا قادرين على اثبات جدارتهم في بناء العراق من خلال وحدة المكون والقرار .
هذا الامر رسالة مفتوحة لمن يعي الامر .
مجلس النواب الحالي امام تحدي فالبداية كانت ملفته للنظر فبين الاكفان والتكتك وعاش الحشد واحترام البيشمرگة والاشد قسوة اتحدى من يتكلم عن الكرد .
كل ما اوردنا كان من تجليات الجلسة الاولى ، وهي طبعا ثمار السمة الحزبية والقومية لمن دخل القبة النيابية ، ونتاج انتخابات حزبية تمت هندستها بامتياز .
لننتقل الى جزء اهم موقف شركاء الوطن .
اسمحوا لنا أن نتحدث عن الطوائف والمكونات التي نمقت التحدث عنها لكن المستقبل بحاجة لمكاشفة وطنية .
الرؤية الكردية واضحة الأهداف والغايات والخطى ، السُنة بعد مخاض كبير وملحوظ تم توحيد الفكر الوحدي للقيادة بخطوات دقيقة لمستقبل سياسي اداري بل واقتصادي متخذين انموذج كردستان هدف منشود للبناء .
الطرف او المكون الشيعي له قصة مختلفة لارتباطه بشخصية رئيس،الجهاز التنفيذيالحكومي الأعلى رئيس الوزراء .
النظام النيابي كشكل حكم قوته التنفيذية تتمثل بشخص رئيس الوزراء الذي بيده مقاليد وصلاحيات الحكم التي تعادل شخصية رئيس الجمهورية بالنظام الرئاسي ، هذه الشخصية تُناط بها المسؤولية من خلال الكتلة الاكبر الشيعية وفق الأعراف السياسية لما بعد ٢٠٠٥ ، واستمرت بذات النهج الى انتخابات عام ٢٠١٨ .
الكتلة الأكبر و جدلية التفسير حاضرة منذ الانتخابات التشريعية الأولى .
الانتخابات التشريعية الأخيرة افرزت تفصيل انتخابي جديد بعد دخول الاطار التنسيقي كائتلاف شيعي موحد جديد ليكون مع التيار الصدري ممثلين للمكون الشيعي .
لو امعنا النظر جيدا للأمر برؤية ايجابية الجهتين ذات نفوذ وعلاقات تتسم برضا نسبي مقبول من باقي شركاء الوطن ، لكنه بزاوية ورؤية سلبية لوجدنا تقاطع او تضاد باتجاهين
الاول : تقاطع دولة القانون مع الكتلة الصدرية
الثاني : تقاطع السرايا مع الحشد .
اذن لو تم النظر لمستقبل العراق
الواحد القوي المقتدر بمكوناته وبصدارة الركب ( الصف الشيعي ) سيذوب جبل الجليد ولن يكون هناك تناقض او تضاد بين رؤية الاغلبية او الشراكة الوطنية فكلاهما أداة بناء العراق وفق متبنى الجهة الراعية .
ليكون النتاج حكومة قوية ستحاسب وتدقق وتتابع كل قطاع او مشروع او شخصية بغض النظر عن المسمى الوظيفي او الحزبي او المكوناتي او الطائفة ، لتكون المحصلة ثقة مجتمعية اجتماعية واحترام للفرد وان كان انسان بسيط مما سينعكس بواقع أساسه المواطنة الصالحة المتبادلة وتجلياته مشاركة مجتمعية واسعة بالانتخابات التشريعية.
لذا ندعو كل من يعتبر نفسه قطبا عراقيا وطنيا وخصوصا شيعيا ان يراجع موقفه خصوصا الاطراف التي اتخذت سلوكيات تتسم بالشخصية وليست مهنية او إدارية ادت الى نفور الشعب عنها بشكل واضح وصريح متناسين التضحيات والجهاد والشهداء التي قدمت في مقارعة والتصدي للارهاب وحفظ البلاد من الضياع والتقسيم .
نتمنى ان ينظر لكلماتنا بالاتجاه الوطني الصحيح لاننا بهذه الفترة بوسط فوضى الكلم وتناقض التعبير والكلمات تباع وتشترى في سوق لا مثيل لها الان .
العراقي يبحث عن القشة قد قصمت ظهر البعير .
جلسة مجلس النواب الاولى هي القشة التي قصمت ظهر البعير .
الحقيقة ان القشة لم تكن هي التي قصمت ظهره بل ان الاحمال الثقيلة هي التي قصمت ظهر البعير .
الاطراف العقلانية لم تقدم مشروعا او حلا او ضغطا يحل محل الرصاص القادم لا سامح الله الذي قد يغطي دخانه سماء العراق ويحرق العملية السياسية ويُمكن الأعداء من تمزيقه اكثر ، وسوف ياتي اليوم الذي تخرج الامور من يد الجميع الطرف الذي يريد الحوار والطرف الساكت والعقلائي وتندلع لغة الرصاص ستقوده لطرف لايقبل الحوار .
ان الخطر الحقيقي اليوم يتمثل في عدم قدرة اي طرف على الحوار مع ابناء مذهبه واخوته هو امر لانرضاه للبيت الشيعي والعراقيين ككل .
ان المضي بالتعنت وغلق باب الحوار والتمسك بقناعة المقدرة على اعادة اصلاح الوضع المتردي الان بنفس الاساليب التي لم يعد احد من ابناء الشعب يثق بها وبوعودها سوف يؤدي في النهاية الى اشتعال الشارع العراقي من جديد وسط ما يحيط بنا من مؤامرات خارجية يراد لها ان تعيد البلاد الى الحكم الفردي او الفوضى وهو امر لابد ان ينتبه له عقلاء القوم .
اليوم لنا مناداة ليس بذات هدف سياسي بل لهدف مجتمعي :
فنردد لابد من عودة البيت الشيعي العراقي الى مكانته الحقيقية لا من اجل الشيعة فقط بل من اجل العراق كدولة ذات سيادة ووطن للجميع حيث ان الشيعة وبحكم الاغلبية لابد ان يكونوا قادرين على اثبات جدارتهم في بناء العراق ، هذا الامر سبق وان ركزت عليها المرجعية الرشيدة في بياناتها الموجهة لهذه القوى منذ اعوام .
لنتذكر أن خسارة معطيات الحاضر سيؤدي الى فقدان الفرصة لصناعة المستقبل الوضاء .
اسمحوا ختاما لنا أن نتحدث عن الصوره المرفقة للمقالة ، الحادث أدى إلى مصرع سائق وإصابة ( ٤ ) ركاب بعد شجار داخل سيارة أجرة بسبب خلاف على ( ٥٠٠ دينار )
تقديري واعتزازي
#محمد_فخري_المولى
https://www.facebook.com/mohmmadfalmola/..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق