اعصبوا التلوث براس مصفى الدورة
محمد فخري المولى
انتشار رائحة الكبريت في بغداد ترند الاخبار المحلية والتي اتسع مداها لتصل لكل المحافظات.
الرائحة هي جزء من مشهد قديم جديد متجدد والاختلاف بالتوقيت فقط هو من يجعلها ترند الاخبار.
الاصل هناك سحابة تعلو سماء العراق والتي بمكوناتها المختلفة بدات تشكل مصدر قلق حقيقي للمواطن سواء كان ببغداد او باقي المحافظات وهو حق مشروع.
لكن وما ادراك ما لكن
السؤال الاول والاهم
هل مصفى الدورة هو السبب...؟
لننتقل للسؤال الثاني
هل الحدث آني...؟
الجواب ببساطة
منذ زمن بدء المواطن ببغداد يستشعر وجود روائح وسُحب تحمل بطياتها الكثير والجهات ذات العلاقة ومنها البيئة ادق بتشخيص الروائح ومكونات السحابة.
لكن هناك بعض المؤشرات تؤكد ان تراكيز الغازات الملوثة ومنها ثاني اوكسيد الكبريت وثاني اوكسيد النيتروجين واول اوكسيد الكاربون هي أعلى التركيز في المدن الكبيرة المزدحمة ومنها بغداد ،
اضافة ان هذه التراكيز وفق تقارير المختصون انها ترتفع في فصل الخريف بانخفاض درجات الحرارة واختلاف كثافة الطبقة الهوائية مما يجعلها الاقرب لسطح الارض وهو سبب
استشعار الكثيرين لها بالوقت الحالي .
لنصل لجوهر الامر:
عشوائية التمدد العمراني والسكني لبغداد مما جعل عدد سكانها يقارب ١٣ اثنا عشر مليون فرد وسكن بلا تخطيط او سيطرة انتج مساكن بمساحات صغيرة مثل ٣٠م موجوده
اما رقم ٥٠ و ال ١٠٠ واقع حال
بلا بنية تحتية وخدمات اساسية وغياب شبه تام لسيطرة او تنظبم ايقاع التمدد الافقي والعمودي من قبل امانة بغداد او باقي مراكز المحافظات.
بجهة اخرى هناك مجمعات تمتد من قلب العاصمة الى اطرافها البعيدة،
ونجدد كل ما تقدم بغياب تام او شبه تام من الجهات ذات العلاقة سواء بالتصميم او الخدمات الساسية ومنها الكهرباء وما انهيار تجهيزها بالصيف،
الا جزء من هذا العمل غير المنظم.
خلاصة المشهد تشوه بصري معماري مع انتهاء المساحات الخضراء،
اذن تقريبا مسافة ٥٠ كم من قلب العاصمة الى اطرافها البعيدة هي عبارة عن مساكن وافراد يتجاوزون على شبكات الماء والمجاري وكذلك الكهرباء الوطنية ولا ننسى المولدات الاهلية.
اما عدد المركبات المختلفة بالعاصمة الادارية ووزاراتها وعدد مركبات المواطنين قد وصل قرابة ٢ مليون مركبة، ولا ننسى المعامل والمشاريع التي تطرح مختلف العوادم والنواتج غير الصديقة للبيئة.
ما تقدم خلاصة مشهد التلوث من اسباب علمية مهنية واقعية،
اما اذا اردنا ان نجد عذر سريع
فلن نجد افضل من عذر ...
اعصبوا التلوث براس مصفى الدورة.
الخاتمة والرسالة المفتوحة لاصحاب القرار والمشورة ...
قرارات الحكومة الاخيرة بما يرتبط بالتلوث مهمه،
لكن هناك الاهم
توقف او الحد من الزحف العمراني والسكني والمشاريع غير المدروسة ببغداد وباقي المحافظات،
لانه بغداد الان من المدن المتهالكة ويجب النظر بعين الاهمية القصوى
لاخراج الوزارات والهيئات وحتى الجامعات من مركزها الحالية، مع رسم مخطط واضح لبغداد المستقبلية،
بالتزامن مع الانطلاق بمشروع يتبع الخطط الإستراتيجية والتنمية المستدامة باستحداث محافظات جديدة انموذجية تواكب المدن الذكية والصديقة للبيئة.
المستقبل يبنى ولا ينتظر
اما من ينتظر فعليه تحمل الننائج.
تقديري واعتزازي
#محمد_فخري_المولى
العراق ببن جيلين
https://www.facebook.com/mohmmadfalmola/..